الاسلام والبحث العلمي
إن نشأة البحث العلمي قديمة قدم الإنسان على سطح الأرض، فمنذ أن خلق الله آدم، ونزوله الأرض، والإنسان يُعمل عقله وفكره ويبحث عن أفضل السبل لممارسة الحياة فوق سطح الأرض، ومن ثم لتحقيق وظيفة الاستخلاف التي خلق اللهُ الإنسانَ من أجلها ..
قال تعالى ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً )
ومنذ ذلك اليوم، والإنسان يمارس المحاولات الدائبة للمعرفة وفهم الكون الذي يعيش فيه.
قال تعالى ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً )
ومنذ ذلك اليوم، والإنسان يمارس المحاولات الدائبة للمعرفة وفهم الكون الذي يعيش فيه.
فالبحث العلمي هو أسلوب منظم في جمع المعلومات وتدوين الملاحظات والتحليل الموضوعي لتلك المعلومات بإتباع أساليب ومناهج علمية محددة بقصد التأكد من صحتها أو تعديلها أو إضافة الجديد لها, ومن ثم التوصل إلى بعض القوانين والنظريات والتنبؤ بحدوث مثل هذه الظواهر والتحكم في أسبابها .
إن من أبرز سمات عصرنا الحاضر التقدم العلمي والتكنولوجي الذي أحرزه العالم خلال القرن المنصرم, وتأثير هذا التقدم على نشاطات المجتمع بشكل مباشر أو غير مباشر في تحقيق خطط وبرامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة.
يلعب العلم والبحث العلمي وتطبيقاته التكنولوجية دورا مهما في تطور ورفاهية المجتمع في أي دولة. ويمكن اعتبار إجراء البحوث العلمية مقياسا لتقدم هذه الدول ونموها الاجتماعي والاقتصادي. فالدول التي تعرف كيف تطبق مخرجات البحث العلمي, نجدها دائما تحتل مكان الصدارة في مجالات عديدة.
لقد كان الإسلام منذ نشأته على صلة مباشرة بأربع مدنيات كبيرة هي البيزنطية، والساسانية الفارسية، والهندية، والصينية، كذلك فان الخشب الذين فتحوا مساحات شاسعة شملت ما بين جبل طارق والصين كانوا يتسلحون بثلاث عوامل هامة هي: الذكاء، والنشاط، والروح العالية، وبالنسبة للعامل الأول وهو الذكاء الحاد الذي يهدف إلى الوسائل البناءة، والعامل الثاني وهو الدافع الروحي القوي الذي بعثه الحماس الديني، وكان العامل الثالث هو تلك الهبة غير العادية لفهم الجمال والخلق والقوة المعبرة والذي كان بلا شك منشأ تلك الدرجة العالية من تقدير الفكر والميزات الروحية.
وقد شكل الإسلام منذ بداياته الأولى إطارا مميزا, فهو يشمل كل مجالات الحياة الدنيوية والأخروية, حيث يرتبط عضويا بالدولة والسياسة والقانون والمجتمع ويكتنف الحياة العامة والخاصة وهو لم يفرق بأي حال من الأحوال بين ما هو ديني وما هو دنيوي وما هو روحي وما هو بدني زمني. وعلى ذلك فإن الدين في المنظور الإسلامي هو منهاج شامل.
أن أول آية قرآنية لامست قلب الرسول صلى الله عليه وسلم كانت تحثه على العلم وأهمية طلبه: "اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم. علم الإنسان ما لم يعلم" .
فالبشرية لم تشهد ومنذ أن خلق الله الأرض ومن عليها وإلى أن يرثها كتابا فيه من الإعجاز والبلاغة والفلسفة والعلم والعظة والحكمة والعبرة الخ, مثل القرآن الكريم. فلقد تميز هذا الكتاب العزيز عن الكتب المقدسة الأخرى بمجموعة من الإعجازات جعلت منه الكتاب الشامل والحاوي لكل ما يحتاجه الإنسان في حياته وعلاقته مع الآخرين ومع ربه وحتى مع كونه وما يحيط به من مخلوقات. قال الله سبحانه وتعالى عنه: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون". وقوله تعالى "سنري هم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق".
إن آيات القرآن المجيد جلها تستدعي التفكر وتحث العقل البشري على التمعن في قدرة الخالق سبحانه وفي مسببات الأمور حتى وإن لم تنته الآيات بالتذكير والتفكير والتدبر. قال تعالى : "خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم ". وقوله تعالى: " الرحمن. علم القرآن. خلق الإنسان. علمه البيان ".
واستدلالا على اهتمام الإسلام بالنواحي العلمية للإنسان فإن رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام قد بين أمورا كثيرة بما يسمى "بالطب النبوي" ترنو إلى حياة سليمة للإنسان وفق أسس علمية وأمور منطقية. فعلى سبيل المثال حديثه الكريم "ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فاعلا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه".
تعليقات
إرسال تعليق