المنافسة بين الإعلام التقليدي والحديث
حقيقاً إن المواقع الاجتماعية كان لها دوراً فعالاً في اشتعال الثورات العربية من خلال تضخيم الحدث وتناقله بين فئات اجتماعية يوجد بينها علاقات تواصل وتفاعل اجتماعية وهذا ما جعل البعض يعتبر ما قامت به ينافس كثير من المؤسسات الاجتماعية ولكن هل نستطيع أن نقول أنها لعبت أكثر من قناة الجزيرة في نقل الأحداث لحظة بلحظة ولكن في نفس الوقت نستطيع أن نقول أنها زودت الجزيرة بالمعلومة التي فعلتها بشكل مؤثر على الجمهور.
كما نستطيع أن نقول أن مواقع التواصل الاجتماعية تتمتع بمساحة من الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي ولكن كثير من الأشخاص يسيئون استخدامها ويسخرونها لقذف والتشهير بالآخرين وإلى تحقيق من المصالح الشخصية.
لذا تعتبر الآن مواقع التواصل الاجتماعي أكثر جماهيرية من مواقع الصحف الالكترونية وخاصة عند فئة الشباب والمثقفين والمؤمنين بحرية التواصل الاجتماعي ولكن لا نستطيع أن نقول أنها حجبت كلياً جمهور الصحف الالكترونية.
مما لا شك فيه أن شبكات التواصل الاجتماعي لعبت دوراً أساسياً في التأثير على الثورات العربية، فكما أسلفنا هي مصدر من مصادر الإعلام التقليدي الذي كان يزوده بأفلام صغيرة عند الأحداث التي ساعدت في فضح كثير من سياسات الأنظمة الحاكمة في الدول التي حصلت فيها الثورات العربية وفي الدول التي ما زالت الثورة فيها مستمرة.
أيضاً تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي جزءاً من ظاهرة الإعلام الجديد ولا تمثل كامل الإعلام الجديد لأنها في النهاية صفحات شخصية للأفراد يطرح من خلالها قضايا معينة تهم مجموعة أو فئة دون فئة أخرى ولكن هناك بعض الباحثين يعتبرها ظاهرة كاملة للإعلام الجديد، وخاصة عندما لعبت دوراً مهماً وفعالاً في الثورات العربية الحالية.
وأنا شخصياً فلا أعتبرها مصدراً موثوقاً به لمعلومات الخبرية لأن كثيراً من معلوماتها قد تكون مشوهة للواقع أو مزيفة وتحمل وجهة نظر صاحبها فلا يمكن من وجهة نظر صاحبها فلا يمكن الاعتماد عليها كمصدر موثوق به للمعلومات الخبرية حيث يجب أنه يتوفر في المعلومات الخبرية، والموضوعية والمصداقية والجدية والحيادية.
أما بخصوص منافسة المدونات ومواقع التواصل الاجتماعي للإعلام التقليدي فلا يمكن من وجهة نظرنا اعتبارها منافسة حادة للإعلام التقليدي لأن انتشار الفضائيات جعل العالم بيتاً صغيراً حاداً وأصبح المعلومة في جيب كثير من البشر كما انه المدونات ومواقع التواصل الاجتماعي يرتادها فئات معينة من المجتمعات من المجتمعات وليس كل المجتمعات. وبالتالي يمكن أن تكون المدونات ومواقع التواصل الاجتماعي داعم للإعلام التقليدي وليس منافساً له.
تعليقات
إرسال تعليق