الإملاءت الإسرائيلية ... والشروط الأمريكية

الإملاءت الإسرائيلية ... والشروط الأمريكية
كان الحلم حقيقة يوم خروج الشعب الفلسطيني في كل مكان في الداخل والشتات ، فرجاً ، مزغرتاً ، تعانقت فيه الرايات الصفراء والخضراء والحمراء ، الأطفال، الشيوخ ، الشباب ، الصغار ، الكبار ، النساء ، وأطلقت الأعيرة النارية ابتهاجاً بهذا على إعلان اتفاق مكة ، بعد أن كانت تطلق الأعيرة النارية على الصدور ، لتعبير عن سعادة الشعب بوقف الاقتتال الداخلي بين الأخوة في الدم والأخوة في السلاح ، وتحريم الدم الفلسطيني والوصول إلى اتفاق حول تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية .
ولكن الخوف والقلق مازال يراود في مكانه الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني حول تنفيذ الاتفاق ،والكل يضع يده على قلبه منتظراً ولادة هذه الحكومة التي شهدت مخاضاً طويلاً ،لتخرج إلى النور ، فالكثير أجل احتفاله بهذا الاتفاق في انتظر هذا المولود الجديد ، فالكل متشوق لرؤية الوزراء وهم يحلفون اليمين الدستوري أمام الرئيس عباس .
الخوف يرجع إلى العديد من الأسباب والتي من أهمها هو الإملاءت الإسرائيلية والشروط الرباعية التي تسيطر عليها أمريكا ، ومن خلالها تحاصر الشعب الفلسطيني في قوته ومعيشته ، ومحرم عليه أبسط سبل الحياة التي يتمتع بها شعوب الأرض ، فالشروط التي يفرضها الكبار من الرباعية المغلوب على أمرها من السيطرة الأمريكية عليها .
القلق من زيارات الآنسة رايس للمنطقة فالمرة الأولى أحضرت لنا خطة الاقتتال الداخلي ، ولا نعرف ما تتأبط لنا من شر في جعبتها من خطط شرق أوسطية جديدة ،تعمل على تعزيز حماية أمن إسرائيل ، ولكن سماتهم في وجوههم ، فالملاحظ أنها تصر على عدم التعاون مع حكومة الوحدة ، وهذا ما شاهده الجميع من الاجتماع الذي حصل بين الرئيس وأوليمرت .
ومن هذه الحقيقة التي لا تمر على عاقل من أبناء الشعب الفلسطيني والعربي ،ومن خلال الدور التي تلعبه إسرائيل لتمثيل دور الصهيونية في المنطقة العربية ، والمثلث التي حققته الصهيونية الآن من وجود مثلث للصراع في العالم العربي والإسلامي في العراق وأفغانستان وفلسطين مروراً بالسودان ،الغرض منه حماية أمن إسرائيل ، يتضح من الوعود الخادعة التي لا تدخل على أحد ، التي قدمتها لنا في السابق إدارة بوش ممثلة في مس رايس ، فالمعابر مغلقة من جراء اتفاقية معبر رفح .
فالهدف الأساسي هو الفوضى تعم المنطقة العربية الإسلامية ونقل الصراع من مواجهة إسرائيل إلى صراعات داخلية طائفية كما هو حاصل بين الشيعة والسنة في العراق ، ودارفور في السودان بين الرزقات والجانجويد .
لهذا يجب أن تعي الزعامات السياسية في الوطن على الأوهام التي تجلبها لنا أمريكا وإدارتها ، وأن تنظر إلى المصلحة الوطنية والقومية العربية ، وأن يجعلوا الحلم حقيقة ،وأننا شعب جدير بالاحترام والتقدير ،وقادرين على تحمل المسؤولية لإدارة أنفسنا بديمقراطية شرق أوسطية بعيدة عن الديمقراطية الأمريكية المصدرة إلينا .


الأقصى ينزف والمسلمون غائبون

" سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا أنه هو السميع البصير " .
لماذا الصمت الرهيب والسكون الغريب الذي يخيم على الأمتين العربية والإسلامية ، المسجد الأقصى ينهار تحت مرآى الجميع دون حراك أحاسيس أو انفعالات حتى ولو كانت صورية ، هل هي الهزيمة أو الإصرار عليها ؟ أما ذاكرة النسيان تخيم علينا ، فلنرجع إلى الوراء قليلاً لنجد أننا سمحنا لليهود بسكن القدس بعد أن حرمت عليهم بما أوصت به العهد العمرية بعدم سكنها يهودي بعد الآن ، ولكن الكرم العربي واضح سمحنا لهم فدخلوا كما سمح لصاحب الحمار الذي سمح له فدخل هو وحماره ، وحولوا البراق إلى مبكى وانتفضنا لأيام وأشهر ثم سكتنا ورضينا بالأمر الوقع ، ونمنا كما نام أهل الرقيم ، حتى ايقذنا حرق منبر صلاح الدين بعد النكسة بعام واحتلال كامل فلسطين ، وما زلنا في سبات عميق إلى يومنا هذا ، لا نسمع إلا الشجب والغضب القليل من هنا وهناك ، فإلى هذا الحد وصل الوهن في عظام الأمتين، وأكلت نسناسة الأرض قولنا وأجسامنا، المطلوب السرعة في دعم الشعب الفلسطيني الذي يتصدى لحفريات اليهود بأجساده ويدفع كل يوم الشهداء ، وأصبحتا عاجزتين على الوقوف والتصدي إلى تهويد الأقصى ،إلى أين يا عرب يا مسلمين ، إلى متى النوم العميق ، ألم يحن لنصحو من السبات الطويل الأليم ، يونس أنقذ من بطن الحوت بتسبيحه بالله العظيم وقوله أني كنت من الظالمين ، فلولاه لبث في بطن الحوت إلى يوم يبعثون ، فلماذا لا نفيق ونسبح بأن قدسنا غالية علينا وبأرواحنا نفديها وكفى تجاوزات بني صهيون ، ونكبل كل يد تمس الأقصى الشريف ، كفى أن الاستنكار فأصبح لا يفيد في شيء علينا أن نتحرك بقوة لا تلين أن كفوا العبث بمقدساتنا يا بني صهيون ، فلا يوجد هيكل وما هي إلا أوهام حلمتم بها ، يا عرب يا مسلمين القدس تناديكم فأفيقوا قبل فوات الأوان ، ونصبح يوماً على الهيكل المزعوم وهو على إنقاذ الأقصى ، وأن لم تستطيعوا على الأقل أطلبوا من الشرعية الدولية أن تحمي مقدساتكم ، وسارعوا كما سارعت إسرائيل باستخدام الانترنيت لتبرر حفرياتها الجديدة وهدم غرفتين من ممر باب المغاربة .









تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دور الإعلام في دعم الحوار والسلم الأهلي

حرية الرأي والتعبير في الصحافة والإعلام