من يعمل في النور ... ليس كمن يعمل في الظلام - د.زهير عابد

من يعمل في النور ... ليس كمن يعمل في الظلام - د.زهير عابد
جامعة الأقصى نموذجان من يعمل في وضح النهار وعلى بصيرة من أمره ليس كمن يعمل كالخفافيش في الظلام ، فالفرق كبير وشتان بين المفهومين ، فبكل الحنكة والحكمة والمسؤولية وكما عهدنا من إدارة جامعة الأقصى بغزة تخطت كل العقبات التي حاول البعض أن يضعها في طريق المسيرة التعليمية مع بداية العام الدراسي الجديد .

فقد تغلبت بدرايتها وخبرتها على المشكلات التي واجهتها بصرامة ولين في نفس الوقت ، ليس خوفاً من أحد ولا موراة لأحد ولكن من أجل استمرار العملية التعليمية ، فاتخذت إدارة الجامعة العديد من القرارات لمصلحة الطالب والجامعة ، من أجل التخفيف عن كاهل الطالب ، فكثيراً من الطلبة ليس بإمكاناتهم دفع الأقساط المترتبة عليهم نظراً للظروف الاقتصادية والسياسية والأمنية الصعبة التي نعيش ونمر بها جميعاً ، فتم منح العديد من الطلاب إعفاءات وصلت إلى 100 بالمئة لذوي الحالات الخاصة التي هم بحاجة ماسة لبدء عامهم الجديد ، بنوع من التفاؤل تضعه إدارة الجامعة في طريق مستقبل هؤلاء الطلاب ، ولتحفزهم على التحصيل العلمي ، وهي تحنو إلى طلابها بكل الحب والعطف من أجل رفعة الجامعة وازدهارها ، فليفتخر الكل بها وبالانجازات التي تحققها كل يوم .

إذا لنرفع صوتنا ونقول إلى كل من تسوله نفسه ، ومن يسعى في الأرض خرابا ، وإلى من يسعون إلى تخريب مؤسساتهم بأيديهم ،ومن يقولون ما لا يفعلون ، بأن الأقوال ليس كالأفعال ،لقوله تعالى : " كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ " ، وكفاكم عبثاً وحمقاً واتركوا المسيرة تسير إلى بر الأمان وإلى مستقبل مشرق بعيداً عن الكلام الذي لا يغني ولا يسمن من جوع ، فليس كل ما يقال هو الحقيقة ولكن كل ما عمل هو الحقيقة ، وليس كل ما يبدع في فن التزوير بقادر على العمل الحقيقي .
فالجهاد هو العمل لرفعة جامعتنا ، لا أن نزرع الحقد والكراهية ، ونجلس خلف الظلام كالبوم والخفافيش ، لنصطاد الحشرات والفتافيت ، لقوله تعالى : " قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ " ، وقوله تعالى " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ، وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ".

إذاً العمل بإتقان هي الحقيقة التي حاول البعض التشويش عليها ، والعمل بكفاءة لتغلب على المشكلات التي تعترض الجامعة ، لنهوض بجامعتنا إلى أعلى تاركين أصحاب الصحف الصفراء والأقلام المأجورة الذي ينطبق عليهم قوله تعالى : " إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ".

لنسموا بعقولنا إلى الأعلى بإيمان قوي بأن العمل عبادة والعبادة هي تقوى الله في أنفسنا وفي الناس ، فلا نقذف الآخرين وننعتهم ونلصق لهم التهم ليس لغرض إلا أذى وإماطة الطريق ، وحاجات ورغبات في نفس البعض من ذوي الأنفس المريضة ، فتوبوا إلى الله ، وكفاكم نميمة فالفتنة أشد من القتل ، لقوله تعالى " عسى الله أن يرحمكم وأن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا ".
استاذ مساعد/كلية الإعلام جامعة الأقصى
د. زهير عابد




 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دور الإعلام في دعم الحوار والسلم الأهلي

حرية الرأي والتعبير في الصحافة والإعلام