الإعلام ... وثقافة الوعي البيئي

الإعلام ... وثقافة الوعي البيئي


بقلم الدكتور / زهير عابد

أصبح الإعلام بحق قوة هائلة مع تحوله إلى سلطة رقابة عامة , ومع ثورة الاتصالات وانتقال المعلومات وتفاعل الأفكار والحضارات , فأصبح هذا العصر هو عصر ثورة الاتصالات والمعلومات والأفكار , بالتالي فإن الشعوب التي لا تعرف أهمية هذه الثورة ولا تتفاعل معها بايجابية , ولا تتفاعل معها بعمق , سوف تعزل نفسها عن مسار العالم الذي أصبح أشبه ما يكون بقرية كونية، إن الاهتمام الإعلامي بقضايا البيئة يعتبر حديثاُ نسبياُ , إذ لم يتسع ويتصاعد إلا بعد اكتشاف الآثار السلبية المدمرة للبيئة ,والناجمة عن التطبيقات المعاصرة للتكنولوجيا المتقدمة ,


مما يستلزم قيام وسائل الإعلام بتسليط الضوء على مشكلات البيئة . وخلق الاهتمام بقضايا البيئة لدى المواطن العربي ، فالدور المهم للإعلام البيئي في نشر الثقافة البيئة والرقي بالوعي البيئي من خلال وسائل الإعلام المختلفة المقروءة , والمسموعة المرئية , والصحافة الالكترونية , من أجل توضيح أساسيات عمل التوعية البيئية وما تتعرض مكوناتها إلى التلوث ،


ويدخل ضمن هذه العلاقة تلك الجهود المبذولة لحماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية من أخطار التلوث من خلال منظومة اجتماعية تمدد قيم وأهداف المجتمع بما ينعكس أثره على إدارة مع البيئة الطبيعية ، حيث أصبح التلوث البيئي ظاهرة اجتماعية عالمية واكبت التقدم العلمي حتى إنها شملت الدول النامية والمتقدمة , ولكن مع اختلاف نوعية التلوث , فالدول المتقدمة تلوثت بالتلوث النووي , في حين الدول النامية التلوث يرجع إلى سوء إدارة الأنظمة البيئية , وإغفال عنصر البيئة عند وضع خطط التنمية , وزيادة النشاط الصناعي , والتدهور الناتج عن العوامل الاقتصادية والاجتماعية ، كما احدث التقدم التكنولوجي المستمر تغيرات كثيرة في عناصر البيئة ونتج عنه مشاكل بيئية في العالم المتقدم والنامي على حد سواء مثل :. الإخلال بالمتغيرات المناخية , والتصحر , وتدهور مصادر المياه , والإخلال بالتنوع البيولوجي ؛ ولهذا تعتبر التوعية البيئية من أهم العناصر الفعالة في التعامل مع المشكلات البيئة المختلفة التي تواجه أي مجتمع من المجتمعات , ولا يتأتي ذلك إلا بنشر المفاهيم البيئة من خلال الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام المؤثرة في غرس المفاهيم الصحيحة عن البيئة لدى الأفراد وما ينجم عنها من أضرار ومشاكل ، قد تؤدي إلى كوارث صحية واقتصادية , وتعتبر حافزاً لمشاركة بطريق مباشر أو غير مباشر في حل هذه القضايا. لتحقيق هذا الهدف لابد من دور فعال ونشط لوسائل الإعلام للاهتمام بقضايا البيئية , وذلك من خلال تكثيف البرامج الإعلامية إلى جميع فئات المجتمع دون إهمال أي فئة من فئاته , ومن خلال إحياء المناسبات البيئية المحلية والإقليمية والدولية لتحقيق تنمية الوعي البيئي لجعل المواطنين يشعرون بوجود المشاكل البيئية ومخاطرها وإضرارها وتأثيرها في بيئتهم .

واستخدام أدوات البحث العلمي في وسائل الإعلام وإجراء استطلاعات الرأي لمعرفة اتجاهات الجمهور حول قضايا البيئية , وبرامج الوعي الاجتماعية وتشجيع ما يسمي بالاتصال المعزز للتوعية البيئية ، بهدف نشر ثقافة البيئة بعرض وتبسيط وتفسير وتحليل المضامين البيئة في قوالب إعلامية مهنية لخدمة أهداف الثقافة البيئة ونشر المعلومات ، وتنشئة المجتمع على مفاهيم بيئية سليمة تخدم بيئتهم ومستقبل أجيالهم ، وتسهم في تنمية الاتجاهات الايجابية نحو المحافظة على البيئة ، وتغير المفاهيم والسلوكيات السلبية إلى مفاهيم ايجابية تجاه البيئة ومكوناتها ، كذلك إعداد البرامج الواضحة حول البيئة والتلوث البيئي لدعم الثقافة البيئية بالتعاون مع المؤسسات والهيئات الوطنية المسؤولية عن شؤون البيئة , وضرورة تعاوناً شاملاً وعميقاً بين المؤسسات الإعلامية والهيئات المسؤولية عن البيئة , حيث بدونها لا تستطيع تحقيق أهدافها ولن يستطع الإعلام أداء مهامه . كما يعمل الإعلام على نشرات توعية تهدف إلى إبراز المجال البيئي وتسليط الضوء على ما تقوم به الدولة في المجال البيئي من خلال الخبر الموثق والتقارير المعتمدة والصور المعبرة والمعلومات ذات العلاقة بهدف النشرة ،وتقديم البرامج التفاعلية مع الجمهور تناقش قضايا البيئة بكل جرأة , وبرامج مسجلة وأفلام وثائقية وتغطية كافة الأنشطة البيئية الرسمية والغير الرسمية .






تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دور الإعلام في دعم الحوار والسلم الأهلي

حرية الرأي والتعبير في الصحافة والإعلام