أهمية قضية الأسرى في السجون الاسرائيلية

كد قادة وأكاديميون أهمية قضية الأسرى في السجون الاسرائيلية ومكانتها باعتبارها قضية وطنية تحمل طابعا هاما في القضية الفلسطينية، داعيين إلى إيلاء هذه القضية وتدويلها ووضعها في مقدمة القضايا الوطنية وتسليط الضوء عليها بصورة أكبر في وسائل الاعلام الفلسطينية والعربية لفضح الاحتلال الاسرائيلي وممارساته الاجرامية والعدوانية بحق الأسرى.
جاء ذلك في ندوة سياسية نظمتها كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية والتطبيقية بعنوان "الأسرى المحررون.. أفاق وتطلعات"، اليوم الأحد (11/12/2011) في قاعة المؤتمرات بالكلية بمدينة غزة، والتي حضرها د. عطا الله أبو السبح وزير الاسرى والمحررين في حكومة غزة، والأكاديمي والباحث الفلسطيني د. جميل سلامة، د.زهير عابد عضو الهيئة الاستشارية في كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية والتطبيقية والأسير المحرر المبعد مصطفى مسلماني عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ولفيف واسع من الشخصيات الأكاديمية والوطنية وحشد طلابي كبير وسط حضور اعلامي.
بدوره أكد د. زهير عابد أهمية قضية الأسرى الفلسطينيون باعتبارها قضية وطنية تستحق الاهتمام والايلاء بها على كافة المستويات الفلسطينية والدولية، منوها أن معظم الشعب الفلسطيني أُعتقل من قبل "إسرائيل"، فإسرائيل لا تفرق بين الشباب والنساء والأطفال باختراقها القانون الدولي.
ودعا د. عابد المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل لوقف اعتداءاتها واعتقالاتها لأبناء شعبنا الفلسطيني الذي يناضل من أجل استرداد حقوقه المشروعة في الحرية والعودة والاستقلال وتقرير المصير. مستطردا في كلمته الى تصريحات المرشح للحزب الجمهوري في الولايات المتحدة الامريكية الذي وصف الفلسطينيين بأنهم "شعب تم اختراعه"، مدينا تلك التصريحات التي تعبر عن مدى حقد القادة الامريكيين وانحيازهم التام نحو اسرائيل.
واختتم كلمته بامتعاضه وأسفه من الجامعة العربية والدول العربية والاسلامية بعدم ايلاء اهتمام أكبر لقضية الأسرى، داعياً الاعلام الفلسطيني الى تسليط الضوء بصورة أكبر على هذه القضية المحورية الهامة في قضايا النضال المختلفة.
من جهته عدَّ  د.عطا الله أبو السبح عدد الأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلوا في السجون الاسرائيلية في تاريخ النضال الفلسطيني، بأكثر من 800 ألف فلسطيني بينهم 12 ألف امرأة، اكثر من 70 % من الأسرى دخلوا السجن مرات عديدة، مشيراً إلى وجود أكثر من 350 أسيراً من الأطفال و9 أسيرات الآن في السجون الاحتلالية الاسرائيلية.
ونوه إلى أن صفقة تبادل الأسرى الأخيرة تجلت باطلاق سراح الاسرى من ذوي المحكوميات العالية والمؤبدات، مؤكدا ان الحقوق تنتزع ولا تطلب وان الاحتلال يفرج عن الأسرى ويحاول اهانتهم لكسر شوكتهم واضعافهم في حال الافراج عنهم.
وأشار د. أبو السبح إلى اجراءات الاحتلال الاسرائيلي بحق الأسرى في سجون الاحتلال بدءا من التنكيل والتقييد بالسلاسل والعزل الانفرادي والاهمال الطبي ومنع الكنتينة عنهم وصولا الى منع الزيارات واهانة الأسرى وتقديم الطعام غير النظيف لهم.
ودعا وزير الأسرى والمحررين الى تفعيل قضية الاسرى في الجامعة العربية وايلاء اهتمام أكبر بتلك القضية، منوها أن اسرائيل استطاعت جعل"جلعاد شاليط" رمزا للحرية في العالم، في حين فشل العرب في جعل قضية الاسرى ذات طابع هام.
وفي ذات السياق، أشار د. جميل سلامة إلى الوضع القانوني لقضية الأسرى في ثلاثة محاور منها القانون الدولي العام، الاتفاقيات الفلسطينية- الاسرائيلية والقانون الوطني، موضحا أن القانون الدولي العام وكافة الاتفاقيات الدولية ولا سيما اتفاقية جنيف الثالثة والرابعة التي أكدت على عدالة القضية الفلسطينية وتقرير الشعب لمصيره، اضافة الى كفالة حق الأسرى في المعاملة الحسنة والعودة الى ذويهم دون أذى يلحق بهم.
وأكد أن قانون القوة وفرض الوقائع على الأرض هو القانون الدولي السائد على قرارات الشرعية الدولية التي تهملها اسرائيل وتتنصل منها، منوها ان المندوبين العرب يضيقون ذرعا في ادراج قضية الأسرى على جدول أعمال الجامعة العربية.
ونوه د. سلامة إلى أن اتفاق أوسلو نصت على اطلاق سراح السجناء الفلسطينيين دون ان تضفي صفقة اسير على الفلسطيني وهذا خطأ قانوني وقع به المفاوض الفلسطيني.
وأشار إلى صفقات تبادل الأسرى في مراحل النضال الفلسطيني المختلفة، مبينا أن مجمل صفقات الافراج عن الأسرى أضعاف ما استطاعت اتفاقيات السلام الافراج عنهم.
واختتم كلمته في اشارة الى القانون الوطني انه لم يكرم الأسرى داعيا الى اعداد قانون للاسرى الفلسطينيين على غرار "قانون المجاهدين في الجزائر" والاهتمام بتلك الشريحة الهامة من شعبنا، داعيا الاسرى الى لعب دور وطني في انجاز المصالحة وانهاء الانقسام.
من جهته، وجه الأسير المحرر والمبعد مصطفى مسلماني، رسالة خاصة الى الأسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي، وتقدم بالتحية لحركة حماس والجبهة الشعبية بذكرى انطلاقتهما. منوها أن قضية الأسرى قضية هامة ومغيبة عن المنظومة العربية والاسلامية والدولية وكذلك عن الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي.
ودعا مسلماني الى استمرار المقاومة والنضال لتحرير كافة الأسرى من سجون الاحتلال الاسرائيلي، والى ترسيخ ثقافة المقاومة لدى كافة القوى السياسية والمجتمعية من أجل اطلاق سراح الاسرى، مشدداً أن الاتفاقيات الفلسطينية- الاسرائيلية لم تتجه لاطلاق سراح الاسرى بالمعنى الأساسي، وان المفاوضات مع الاحتلال عبثية.
وتطرق الأسير المحرر والمبعد الى قطاع غزة مصطفى مسلماني إلى أن القانون الدولي يُشرع ويخضع له الفلسطيني والعربي، ولكن اسرائيل هي خارج الشرعية الدولية وقراراتها لا تنطبق عليها.
هذا وافتتحت الندوة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تلاها الطالب صلاح أبو ستة، ثم الوقوف للسلام الوطني الفلسطيني وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء الثورة والمقاومة الفلسطينية.
 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دور الإعلام في دعم الحوار والسلم الأهلي

حرية الرأي والتعبير في الصحافة والإعلام