ثورات الربيع العربي تنقلب إلي صيف حار

ثورات الربيع العربي تنقلب إلي صيف حار

لا يخفى على أحد المشهد الدرامي للثورات العربية، وكأننا فعلا نطبق ما رسمته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة ريس؛ عندما رسمت خريطة للمنطقة العربية أسمتها خريطة الفوضى العربية الخلاقة، بالرغم أنها بعيدة عن الأخلاق ولا تعي إلا التعصب الأعمى إلى الحزبية المقيتة.

والآن أصبحت موديل حتى جيوشنا تريد رسم خطط للسياسة العربية بدلا من رسم الخطط للمواجهة الأعداء، حقيقة مرة تمر بها الشعوب العربية، في ظل غفلة من المواطن العربي الغريب الأطباع، ناضل من أجل الإنعتاق الحرية من الديكتاتورية البغيضة الكاتمة على أنفاسه، وعاد يطالب بها ولا يريد شرعية ولا يريد ولا الديمقراطية المهم أن يسقط النظام، لماذا لا يعرف إلا أنه يريد إسقاط النظام.

لماذا الشعوب العربية تريد إسقاط النظام؟ لأن النظام ظالم، أو لأن النظام غير قادر على إدارة الدولة، أو النظام لا يستطيع توفير متطلبات الشعب، ولأن الشعوب العربية التي قامت فيها الثورات معظمها ظروفها الاقتصادية صعبة، والشعب لأنها لا تعي جيدا معنى الحرية ولا الديمقراطية، فأصبحت تتغنى بها وتحت ظلها خلقت الفوضى التي إرادتها "رايس" من الشعوب العربية.

على الشعوب العربية أن تفيق وتعي ما تريد، وأن ترسم طريقها بنفسها لا من خطط مستوردة وسياسات إملائية من هنا وهناك على حساب الشعوب ومقدراتها، علي الشعوب العربية أن تقدر الموقف الخطير والمرحلة الصعبة التي تمر بها تجربتها الديمقراطية وأن تقف بالمرصاد للكل من يندس على الثورة ليجيرها إلى حسابه الخاص.

ويتأثر هنا الشارع الفلسطيني بالمحيط العربي لعدة أسباب منها: لأن الأمة العربية هي المرجعية الأصلية القومية للشعب الفلسطيني، كما تمثل عمق للأمن القومي الفلسطيني، ودائما كانت ينظر الشعب الفلسطيني إلى الحكام العرب بأنهم هم العائق أمام القضية الفلسطينية وتحرير فلسطين وأنها أنظمة ديكتاتورية قمعية, ومن هذا المنطلق يرون في تغييرها نوع من الإصلاح الديمقراطي، والذي بدوره ينعكس على إيجابيا على فلسطين وقضيتها.

وكذلك في كون أن الدول العربية خاصة التي انطلقت بها ثورات الربيع العربي يوجد بها عدد كبير من فلسطينيين الشتات، وكما تعتبر من دول المواجهة مع إسرائيل، وتقع ضمن موازين القوى بين العرب وإسرائيل؛ وبالتالي الوضع في الراهن في مصر وسوريا يؤثر عليه في جميع النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وهذا ما لاحظناه من إغلاق الأنفاق الذي سبب في ارتفاع بعض السلع مثل: مواد البناء والوقود بشكل كبير.

وللأسف نحن في الشارع الفلسطيني منقسم على نفسه في تأييد صيف الثورات العربية المنقلبة على ربيعها في ظل تعدد الاتجاهات والميول لدى الشارع الفلسطيني؛ نظرا لتعدد الانتماءات الحزبية والفصائلية في فلسطين، وفي كونه منقسم على نفسه نحو غزة والضفة، فما أدراك بالوضع في مصر وسوريا، أي أن الشارع الفلسطيني منقسم على نفسه أصلا وبالتالي ينعكس هذا الانقسام على الأزمة السورية والوضع في مصر، فالاتجاهات الإسلامية تؤيد المعارضة السورية والرئيس مرسي، في حين أن الاتجاهات اليسارية والعلمانية تؤيد النظام السوري والانقلاب على الشرعية في مصر، أي كل فرد يؤيد من يسير على دربه ويتماشى مع ميوله واتجاهاته.

لذا أدعو الشعب الفلسطيني أن يكون مستقلا في توجهاته نحو العرب وأن يترك لهم أن يحددوا فصلوهم كما يرونها باردة أو ساخنة، يؤيدوا أو يعترضوا، وأن العرب لا يزجوا بالفلسطيني كبش فداء لهم للخروج من أزماتهم، كما يحصل في الإعلام المأجور في بعض الفضائيات المصرية والعربية التي تحاول دائما الزج بالفلسطيني لهدم العلاقة بين الشعب العربي في مصر الذي ينصب في صالح العدو الصهيوني فقط لا غير.

فدعونا نفوت الفرصة على هؤلاء الحاقدين على الأمة العربية وعلى قضيتها، وأن نفيق إلى السلام والمحبة بين الشعوب العربية وأن تتصالح الشعوب مع نفسها، وأن درب التطور لا يأتي بالعنف ولا برحيل نظام والإتيان بنظام آخر، إنما بالعمل والجد والكفاح لنهوض بالتنمية العربية للوصول إلى مراتب الأم
م
.http://www.maannews.net/arb/ViewDetails.aspx?ID=611526

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دور الإعلام في دعم الحوار والسلم الأهلي

حرية الرأي والتعبير في الصحافة والإعلام