ماذا بعد إعلان الدولة الفلسطينية؟

ماذا بعد إعلان الدولة الفلسطينية؟
سؤال يستحق منا جميعا التفكير فيه مليا..! ووضع إجابة واضحة وصريحة لمستقبل الدولة الفلسطينية، والاستحقاقات والإمكانات المتاحة لكي تنشأ هذه الدولة النشأة الصحيحة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والأمنية ...الخ، وما للدوله...؟ وما عليها...؟ ولا نسمر في لعب دور ردود الأفعال، ونخرج بصورة حقيقية لمستقبل دولتنا بالأفعال بالأقوال.
والذي دفعني لكتابة هذا المقال إنه إلى الآن لم نتخذ خطوات ملموسة على طريق الدولة، لان إسرائيل ومن يقف خلفها لا تترك لنا مساحة لكي نستريح، بل هي في حالة تفكير في كيفية إفساد هذا الإنجاز؛ بالرغم من أنه تم إعلان الدولة الفلسطينية منذ أربعة شهور في يوم الخميس 29 من شهر نوفمبر 2012م بصفة مراقب في الأمم المتحدة، بأغلبية كانت مفاجئة للعدو الإسرائيلي ومن يقف ورائه من الأمريكان والأوربيين؛ وهذه النتيجة كانت طبيعية لعدة أسباب منها: عدالة القضية الفلسطينية، التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني على مدار خمس وستون عاما من النضال على كافة الأصعدة الشعبية والمسلحة وباشتراك جميع الفصائل الوطنية والإسلامية داخل منظمة التحرير وخارجها، كذلك جاء تتويجا للجهود السياسية والدبلوماسية الفلسطينية التي استطاعت إن تدير الصراع الدبلوماسية مع الكيان الإسرائيلي بروية وحكمة، بالإضافة إلى دماء الشهداء التي سالت زكية لتقول للجميع بأننا باقون على هذه الأرض رغما عنكم، وتضحيات أسرانا البواسل في سجون الاحتلال، وما حققته المقاومة من نصر معنوي على الكيان في الحرب الأخيرة على غزة.
وهذا الإعلان للدولة يعني أن فلسطين أصبح كيان واقع على الأرض الفلسطينية التي احتلت عام 1967م، وإن هذا الإعلان يأتي متوافقا ومنسجما مع القانون والشرعية الدولية وفق القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة، ووفق البرنامج المرحلي الذي أقرته منظمة التحرير الفلسطينية عام 1974م، الذي دعا إلى إنشاء سلطة وطنية فلسطينية على أي قطعة أرض محررة من أرض فلسطين التاريخية، بالإضافة إلى أنه يأتي استجابة إلى المبادرة العربية للسلام.
كما أن هذا الإعلان لا يعني التخلي عن حق الشعب الفلسطيني في كامل أرض فلسطين التاريخية، ويترتب على هذا الإعلان أن الاستيطان غير شرعي, وحق العودة للاجئين حق قانوني وإلزامي, فهذه قضايا باتت محسومة لصالح الشعب الفلسطيني، حيث لا يوجد أي تنازل كما يدعي الكثير أو إضاعة لأي حق من الحقوق الثابتة.
ومن هذا المنطلق لهذا الخطوة التاريخية في مسار القضية الفلسطينية، أصبحنا نملك العديد من المفاتيح التي تسهل لنا العملية التفاوضية مع الكيان وتمنحنا موقفا تفاوضيا قويا أكثر ضغطا على الكيان الإسرائيلي، بعد أن أصبح معنا المجتمع الدولي بقوانينه وقراراته والمنظمات التابعة له.
لذا مطالبون نحن الفلسطينيون بعدة أمور يجب الإسراع في اتخاذها وتنفيذها على أرض الواقع لكي نستطيع استغلال هذه النصر الدبلوماسي بالشكل السليم، ومن هذه الأمور: الإسراع في إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، والعمل بشكل جدي وبأسس علمية ومنطقية على إعادة ترتيب المسار التفاوضي مع الكيان الإسرائيلي والعمل على تنسيق الأفكار للتوافق مع إعلان الدولة، مع وضع إستراتيجية واضحة الأهداف في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية ...إلخ لما نريد أن نحققه في المستقبل وما الشكل الذي نريده لدولتنا، مع ضرورة التمسك والحفاظ على الثوابت وحقوق شعبنا في أرضه وعدم التنازل عن حقوقه كاملة، بالإضافة إلى ضرورة تفعيل دور المؤسسات الفلسطينية من خلال إعادة صياغة استراتيجياتها وخططها وفق الوضع الجديد لمواجهة كافة التحديات والتهديدات جراء إعلان الدولة الفلسطينية، وحشد جميع الطاقات في سبيل إنجاح هذه المشروع حتى تحقيق الدولة الكاملة على أرض فلسطين التاريخية.
مبارك لنا جميعا هذا الإنجاز العظيم في طريق الدولة الكاملة العضوية المستقلة على كامل التراب الفلسطيني التاريخي و عاصمتها القدس الشريف وإن شاء الله يكون قريب جدا وما على الله ببعيد.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دور الإعلام في دعم الحوار والسلم الأهلي

حرية الرأي والتعبير في الصحافة والإعلام