حرب الاستقلال.. لا حرب الفتات



حرب الاستقلال.. لا حرب الفتات

أعلن نتنياهو عن بنك لأهدافه في حربه على غزة، والتي يتضمن ظاهرها القضاء على حماس وجعل غزة خالية من السلاح؛ لكي ينعم الجنوب الصهيوني بالأمن والاستقرار، وباطن أهدافه هو قتل الأطفال، وهدم المنازل على ساكنيها، وقصف المدارس والمساجد والمؤسسات الخدمية والإنسانية والحياتية لعل أهل غزة يرفعوا الرايات البيضاء ويقولوا نحن نستسلم وكفى.
إلا أن هذا المفلس فؤجئ بأهل غزة العزة في يسطرون التاريخ في صمودهم وتصديهم لعدوانه البربري الذي لم يجد إلا أن يعيد قصف ما تم قصفه، أو ويتصيد الأطفال في المنتزهات، والنازحين من بيوتهم إلى مدارس الأمم المنبطحة والمتعاونة معه أثناء نومهم، كل هذه الجراح والتضحيات والمآسي التي ارتكبت في حق شعبنها من الالتفاف حول مقاومتهم ودعمها لها في ملحمة ستبقى تحكيها قصص التاريخ للأمة العربية النائمة وللعالم الذي يدعي التحضر والديمقراطية  وحقوق الإنسان.
لم يترك النتن ياهو بيتا ولا إنسان في غزة إلا جعله يقطر حقدا عليه، وعلى كيانه، وعلى كل من هو في شاكلته، ولن ينسى شعبنا الثائر لدمائه ولو بعد حين، وسوف يقتص منك أيها المفلس ومن أمثالك من شعب القردة والخنازير، بالرغم نحن لسنا بمصاصي دماء ولا تجار حرب؛ ولكن نحن شعب يطالب بأن يكون رقما صعبا على هذه الأرض، أو لا يكون الآخرين موجودين على هذه الأرض.
وللأسف ليس نتنياهو هو المفلس فحكام العرب من مشرقهم إلى مغربهم مفلسين أكثر منه، فهم يشاركونه الجريمة، بالإضافة إلى المجتمع المتحضر والديمقراطية ومن يدعي بأنه يحمي الإنسانية ومن وضع القانون الإنساني هو مفلس أشد فلسا، فهم جميعا يقفون في خندق واحد يتفرجون على ما يرتكب بحق الإنسانية في غزة دون حراك أو شعور أو إحساس، حيث فقدت كل المشاعر والقيم تحت أمن الكيان الغاصب وحقه في  الوجود|، وهذا ما أكده " بان كيمون" عندما تبنى الرواية الصهيونية للجندي المخطوف ويعطي الضوء الأخضر لإبادة رفح وذبحهم بسكين من يدعون بحماية السلم العالمي.
نحن نعلم في غزة أننا لا يوجد لدينا الإمكانات المتاحة لأي محافظة في أي دولة؛ ولكن نحن نتسلح بما يفقدون هم وهو الإيمان بالله الواحد الأحد وأن الله لن يخذلنا والإيمان بقضيتنا وبحقنا بالوجود على هذه الأرض، وبأننا لا بد أن نستقل ويكون لنا دولة وعلم يرفرف على أرضها ولا نبقى ننتظر فتاتكم ومزاجكم العكر المريض، ونحن نؤمن بقوله تعالى: "قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ".
أيها الجبناء في هذا الكيان المغتصب قد تعلمتم كيف يقاتل الفلسطيني، وكيف يملكم الشجاعة على المواجهة والاقتحام والتصدي ويجعلكم تصرخون تتطلبون الرحمة منه، قد شاهد شعب الجبان فلم الاقتحام وكيف المقاتل الفلسطيني الجسور يتقدم ويزلزكم ويجعلكم تهربون كالكلاب وأنتم تنبحون خوفا ورعبا من المواجهة.
نحن لا يضيرنا ما تفعلون من مجازر لأننا نؤمن بحقنا وبأننا على الحق وأنتم من بدأ هذه المعركة لكن نحن من سوف يقرر كيف تنتهي وبأي أسلوب تنتهي، قد رفضتم كل المبادرات وتمسكتم بمبادرة الذين على شاكلتكم الذين أقنوعكم بأنكم ستكون قادرين على إنهاء المقاومة في ستة أيام كما فعلتم بهم وقد علمتم أنهم ورطوكم مع أبطال المقاومة.
وتمردتم على أسيادكم الأمريكان ورفضتم مبادرة كيري واعتبرتموه لا يفهم مصالحكم، وها أنتم تحاولون المرة تلو المرة استجداء ولي أمركم وتطلبون من كيري مرة أخرى التدخل لإيجاد مخرج لكم وإنزالكم من فوق الشجرة التي حاولتم الصعود عليها، وتحسبون أن غزة نزهة نهاية الأسبوع لديكم؛ لكن فوجئتم بما أعد لكم المقاوم الفلسطيني في غزة الغزة.
انسحبوا، أعملوا جدار تحت الأرض فوق الأرض، شغلوا كل أدمغتكم، لفوا ودوروا كما تشاءون نحن قادمون لكم من كل مكان من كل حدب ستجدوننا حتى تحرير فلسطين كامل فلسطين وأعلموا أنه لا مكانة لكم على أرضنا ما دام نفس واحدة باقية على هذه الأرض.
نحن باقون وأنتم الزائلون عن هذا الأرض مهما كانت وسوف ننتصر ونحقق مطالبنا رضيتم أم أبيتم وشعبنا صامد وسوف يحقق الاستقلال عنكم وعن غيركم ويكون له كلمته دائما ولن يكون هناك وصينا علينا كما أنتم فيه، والنصر لنا ولشعبنا ولمقاومتنا والرحمة لشهدائنا والشفاء لجرحانا والحرية لأسرانا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دور الإعلام في دعم الحوار والسلم الأهلي

حرية الرأي والتعبير في الصحافة والإعلام